وقفة حزن على قبر أم البنين
(وقفة حزن على قبر أم البنين)
وقفت على قبر أم البنين وقوفا يثير الشجى والحنين
وهيجني ذكرها للأسى ليغرق بالدمع رزءالحسين
لقد بذلت كل أبنائها لسبط النبي الرسول الأمين
لتنسج من فاطم قربها فنيل الرضا من سنا الطاهرين
فما سألت بشر عن ابنها وفيض الدموع على الذاهبين
فأشعل في قلبها جمرة من الوجد حزنا على الطيبين
وقال لها في سنى العلقمي أبو الفضل تقطع منه اليمين
كذاك اليسار وفي جنبه سهام وفي العين حتى الجبين
أبو الفضل لم يشرب الماء من جداول نهر الفرات المعين
أبو الفضل للطفل يبدي أسى وهيهات ينسى الهدى والقرين
أبو الفضل قد عصبوا رأسه عمود رماه الطفيل اللعين
بفقد ابي الفضل قد روعت خدور حماها بأسد العرين
متى زينب أركبت هودجا وقد ربقوها بحبل متين
وطافوا بها وهي مكشوفة يقرعها السوط جور السنين
مآس إذا سرت في عدها تفت الصخور بوقع حزين
فقالت أيابشر خير الورى فداه الخلائق في العالمين
حسين وكل الورى يفتدى ليبقى الحسين من الآمنين
هناك لبشر علت ندبة ونبراته امتزجت بالأنين
إليك من الوجد أخباره قضى ضامئا في العراءالسخين
وعلق فوق القنا رأسه وماجت رياح الأسى والحنين
وسارت على صدره أكعب وقبلا بحجر الشفيع الأمين
إليك من الحزن ماأخبرت ومافصلت من مصاب الحسين
فصار يحدثها بالأسى تفاصيل تدمي لأم البنين
وكان على كتفها طفلها تهدل وانشج منه الجبين
ومالت إلى زينب ترتجى حديثا يخفف نزف الطعين
فصبت لها من هموم الأسى رجيعا يفتت قلب الجنين